کد مطلب:241032
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:113
من کثرت محاسنه مدح بها
روی المجلسی رحمه الله تعالی من كتاب النزهة من كلمات الرضا علیه السلام الحكیمة: «من كثرت محاسنه مدح بها و استغنی عن التمدح بذكرها» [1] .
و الوجه فی الاستغناء أن المحاسن كاللؤلؤ المحبوب بالاصالة لاتفتقر إلی الامتداح و لئن مدح المادح أراد جلب انتباه السامع إذا سلمت مشاعره و لم یفقد الإحسان لإدراك الجمال المجبول علی حبه الطبع البشری و لعل تسمیة البشر للبشارة بنعمة الإدراك الموهوبة له للجمال الذاتی و حبه له الذی هو أثر من حب الله عزوجل له كما فی الحدیث النبوی: «إن الله جمیل یحب الجمال». [2] و یعجبنی قول القائل:
خلقت الجمال لن فتنة
و قلت لنا یا عباد اتقون
و أنت جمیل تحب الجمال
فكیف عبادك لایعشقون [3] .
و المحاسن: المواضع الحسنة من البدن قال الأزهری لاتكاد العرب توحد المحاسن و قال بعضهم واحدها محسن و عند جمهور اللغویین هی جمع لاواحد له. [4] .
و قد جاءت جملة من مشتقات الحسن فی القرآن الكریم نذكر منها بالمناسبة قوله تعالی: «للذین أحسنوا الحسنی و زیادة». [5] قالوا: الحسنی هی الجنة، و الزیادة النظر إلی وجه الله تعالی. [6] .
أقول: الجنة هی النظر إلی وجه الله تعالی، و الزیادة: الحسنی و یشهد لذلك مناجاة المریدین المرویة عن السجاد علیه السلام «و لاتبعدنی منك یا نعیمی و جنتی و یا دنیای و آخرتی» [7] .
[ صفحه 453]
قوله علیه السلام: «استغنی عن التمدح بذكرها» سواء أكان صاحب المحاسن هو المتمدح بأن تصنع المدح كالمتزهد یتصنع الزهد و لیس منه فی شی ء أو كان غیره و قد عرفت وجه الاستغناء عنه و له وجه آخر و هو أن المحاسن لاتكون محاسن إلا المرضیة منها عند الله جل جلاله فیكون الله تعالی هو الذی یظهرها للناس فیحبون صاحبها إن أخلص المؤمن العمل و كان صالحا قال عزوجل: «إن الذین ءامنوا و عملوا الصلحت سیجعل لهم الرحمن ودا» [8] .
قال الفیض: سیحدث لهم فی القلوب مودة [9] قیل إن الآیة خاصة فی علی علیه السلام فما من مؤمن إلا و فی قلبه محبة لعلی علیه السلام [10] و قد جاء فیه السبب الأول لنزولها [11] .
و لایمنع نزولها فیه علیه السلام و أنه سببه من الأخذ بعمومها كسائر الآیات إلا مع المنع و لیس المقام منه.
[ صفحه 454]
[1] البحار 353:78.
[2] الوسائل 331:3، الأمثال النبوية 226:1، رقم المثل 145، حرف الهمزة مع النون.
[3] المصدر.
[4] اللسان 117:13 في (حسن).
[5] يونس: 26.
[6] اللسان 115:13 في (حسن)، تفسير الكشاف 342:2.
[7] البحار 148:94.
[8] مريم: 96.
[9] تفسير الصافي 58:2.
[10] تفسير نور الثقلين 363:3.
[11] المصدر ص 364.